اشباح النت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كلمه جميله(حين تهب العاصفة)

اذهب الى الأسفل

كلمه جميله(حين تهب العاصفة) Empty كلمه جميله(حين تهب العاصفة)

مُساهمة من طرف ميدو 22/04/09, 04:39 pm

أدراجي
مليئة بقصاصات اقتطعها من الكتب والصحف لأن فيها أشياء أحب أن أتفقدها بين
الحين والآخر كما تتفقد المرأة مجوهراتها، أشياء يعن لي أن أتشاركها مع
الغير لأنها قد تحدث تغييرا وإن كان بسيطا في طرق الحياة التي ننتهجها،
أخرجت أوراقا حال لونها من بين القصاصات الكثيرة، كانت قصة لكاتب أميركي
مضى على كتابتها ما يزيد عن نصف قرن، أعدت قراءتها وقلت في نفسي: يا
إلهي.. إن الحكمة لا تهرم ولا تموت، الحكمة تظل صالحة لكل زمان وعصر،
والقصة بعنوان ملاذ الأمن الأخير، والكاتب هو آلن بيرنت. وقام الكاتب
بتغيير الأسماء لكونها قصة حقيقية سمعها من صاحبها، وتبدأ القصة بانهيار
البورصة عام 1930، حيث خسر رجل الأعمال (ستانلي) معظم ثروته، ووقع مريضا
وفريسة للحزن واليأس، وأصرت زوجته (أليس) على أن تبعده عن أجواء نيويورك
التي تذكره بفداحة الخسارة، فسحبت كل مدخراتها واستأجرت كوخا صغيرا تحيط
به غابات الصنوبر ويطل على بحيرة جميلة في منطقة بعيدة في فلوريدا، وأقاما
في هذا الكوخ لفترة تعرفا فيها على أقرب جيران لهما (فرانك وزوجته وابنهما
المراهق) وتقدمت صحة ستانلي في هذه البقعة النائية والحياة البسيطة لكن
الآفة كانت تنهش عقله، آفة الإخفاق والفشل، فكان يأكل ويشرب ويتظاهر بأنه
على ما يرام لكن الخوف والقلق كانا ينهشان صدره، وكان يقضي الساعات عند
حافة البحيرة يحدق في الأشجار العالية وكأنه في غيبوبة، وفي عصر أحد
الأيام كان عائدا من جولته والأفكار السوداء تمنعه من رؤية الجمال من
حوله، فوجد ابن جاره يتعارك مع شاب أكبر منه، فما كان منه إلا أن دفع
الشاب المعتدي بعيدا فوقع على الأرض وأصاب جبينه جذع شجرة، ووثب الشاب على
قدميه وهو يصيح: سوف ترى ماذا يفعل أبي أيها الأحمق
.

ولم
يكد ينصرم النهار حتى عاد الفتى لينقل له رسالة والده: غادر القرية قبل
الغروب وإلا سيكون مصيرك القتل، ولم يشأ ستانلي أن يخبر زوجته بهذا
التهديد حتى لا يزيد قلقها، وإن كان على ثقة بأن الخبر سينتشر في هذه
القرية قبل أن تغيب الشمس، وفي المساء اجتمعت الأسرتان للسمر وانتحى فرانك
بجاره وقال له: أشكرك للوقوف إلي جانب ولدي، لكنني شديد الأسف لتدخلك، فإن
كولبي «والد الفتى المشاغب» قادر على قتلك، ولن أستطيع أن أفعل لك شيئا،
وقضى ستانلي ليلته مسهدا يحاول أن يهتدي إلى مخرج من ورطته، واتخذت
المخاوف الغامضة التي ساورته عدة أشهر صورة جديدة مجسدة، فقد صار خوفه من
الحياة خوفا من الموت، وطغت عليه موجة من اليأس ووجد فيها راحة إذ انتهى
إلي قرار، إن رصاصة كولبي قد تكون خير حل لمسألته، وما كاد الفجر يطلع حتى
نهض في سكون وارتدى ثيابه دون أن يزعج أليس وفارق البيت، لم يفارقه
الإحساس بان الحياة ما تزال حبيبه إلى نفسه، ومع ذلك وجد نفسه على عتبة
باب كولبي، طرق الباب وما إن وقف الرجل أمامه حتى قال له: أنا ستانلي الذي
توعدته بالقتل، وكرد فعل، اختطف كولبي بندقيته الموضوعة خلف الباب وسددها
إلى صدره، لكن ستانلي أخبره بهدوء بأنه غير مسلح، حدق فيه وقال: جئت إلى
هنا لتقابلني وليس معك سلاح..لابد أنك شجاع أيها الغريب، قال ستانلي: لا
أدري أشجاع أنا أم غير شجاع، وأحسبني جئت لأعرف أيهما أنا، لقد جئت يا
مستر كولبي لأنني لا أستطيع خلاف ذلك. وأعرب كولبي عن تقديره لشجاعته، كما
دعاه للدخول فلم يكن معتادا على قتل الناس في بيته، وبعد فترة عاد رجل
الأعمال إلى كوخه وفوجئ بزوجته جالسة بكامل ملابسها وتنتظره بقلق، وما إن
رأته حتى صاحت قائلة: الحمد لله وارتمت بين ذراعيه. سألها كيف عرفت؟ قالت
أخبرتني زوجة فرانك، وكنت مستيقظة عندما خرجت في الفجر، فقال وهو مندهش:
ولكنك لم تمنعيني، قالت: لا بل دعوت لك. سألها: دعوت الله أن يمنحني
الشجاعة؟ قالت : كلا فإني أعرف أنها لا تنقصك، بل دعوته أن يحرسك، فضحك
وأخبرها أنه بخير وقد كسب صديقا جديدا، لقد أصبح كولبي صديقه.

وبعد
بضعة أسابيع عاد ستانلي إلىنيويورك وبدأ من جديد. ولم تمض عدة سنوات حتى
عاد ثريا أكثر من قبل. لقد استحدث لنفسه سياسة جديدة في الحياة هي: أن
الملاذ الآمن الأخير للإنسان هو إيمانه بنفسه.
ميدو
ميدو
شبح الأشباح
شبح الأشباح

ذكر
عدد الرسائل : 176
العمر : 32
الموقع : اشباح النت
العمل/الترفيه : الأنترنت
المزاج : مفرفش 24ساعة
تاريخ التسجيل : 23/02/2009

https://xn--mgbacv6a.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى